تُعد المهارات الاساسية عنصراً مهماً لتعيين المستوى في جميع الالعاب الرياضية ومنها كرة اليد بوصفها القاعدة الرئيسية فيها، بالاضافة الى الاعداد البدني والنفسي والخططي، ولذلك فكلما ارتفع الاداء المهاري ارتفع المستوى العام لتلك اللعبة. لذا يجب على اللاعب ان يركز على اداء. "المهارة الاكثر ملاءمة للظرف المتغير الذي هو فيه وصولاً الى مبدأ المهارة المناسبة في الظرف المناسب وبالسرعة المطلوبة"( )... كما ان "متعة اللعب بكرة اليد تزداد عندما يضع اللاعب خططه وتصوراته موضع التطبيق عن طريق إتقانه التام للمهارت الحركية، وفي الوقت الحاضر لم يعد الخطأ في المهارات الحركية، كالاستقبال والطبطبة والمناولة سوء حظ وانما يعد ضعفاً للمتطلبات الاساسية لفن اللعب بالكرة، وهو يكشف عن مستوى اللاعب بصورة واضحة فضلاً عن انه مؤشر لاعصاب ضعيفة وإرهاق بدنــي".( )
وتتضمن كرة اليد مهارات متعددة تطرقت اليها العديد من المصادر العربية والاجنبية، بشكل دقيق، حيث يرى كمال عارف "بان المهارات الاساسية بكرة اليد تشتمل علــى:
1- الاستلام وانواعه.
2- المناولات وانواعها.
3- التصويب وانواعه".( )
ويتفق "شتياين وفيدرهوف".( ) مع تقسيم "كمال عارف ظاهر" الا انه اعتبر مهارة إلتقاط الكرة كمهارة منفردة، وهناك من اضاف الى المهارت السابقة مهارة الطبطبة كمهارة مستقلة مثل "هايتك"( )، كما اضاف "نيل"( ). وفؤاد السامرائي"( )، "زينب فهمي وآخرون"( ). الى المهارات السابقة مهارة الخداع وانواعه، كمهارة منفردة مع بقية المهارات الاساسية بكرة اليد.
ويرى جيرد لانجهوف وتيواندرت "ان المهارات الاساسية تقسم الى قسمين:
1- فن الاداء البدني (أعمال تؤدى من دون كرة).
2- فن الاداء بالكرة (أعمال تؤدى باستخدام الكرة).
ويُعد فن الاداء البدني بالاضافة الى الخصائص الحركية مثل القوة والجلد والسرعة والرشاقة بمثابة الاساس العام الذي يقوم عليه تكوين كل لاعب من لاعبين كرة اليد في حين يقسمان فن الاداء بالكرة الى التصويب ولقف الكرة وطبطبتها".( )
اما منير جرجيس إبراهيم( )، وهانز جيرت وأدجار فيدرهوف( )، وضياء الخياط وعبد الكريم قاسم غزال( ) فقد تناولوا هذا الموضوع بصورة أعم وأشمل، حيث قاموا بتصنيف المهارات الاساسية الى مجموعتين وهي مجموعة المهارات الهجومية ومجموع المهارات الدفاعية.
اما مجموعة المهارات الهجومية فهي تشمل:
1- استلام الكرة واستقبالها.
2- تمرير الكرة.
3- تنطيطي الكرة.
4- التصويب.
5- المراوغة والخداع.
اما مجموعة المهارات الدفاعية فهي:
1- وضع الاستعداد الدفاعي.
2- مواقف اللعب للمدافع (تحركات المدافع).
3- قطع الكرة وتشتيتها.
4- اعاقة التصويبات.
5- الدفاع ضد تنطيط الكرة.
اما كمال عارف وسعد محسن فكان تقسيمهم للمهارات الاساسية والذي يتفق معهُ الباحث بوصفه الاشمل والافضل هو كالآتي:
1- مسك الكرة.
2- استقبال الكرة.
3- مناولة الكرة او تمريرها.
4- تنطيط الكرة (الطبطبة).
5- التصويب
6- الخداع.
2-1-2 التصويب بكرة اليد:
ان التصويب هو مهارة حركية أساسية مهمة بكرة اليد وهو الحركة النهائية لكافة الجهود المهارية التي تستخدم لوصول اللاعب الى وضع التصويب كذلك تهدف كل حركات الهجوم الى الانتهاء بالتصويب الناجح على مرمى الفريق المنافس فكلما كانت اللعبة مقسمة بالمرونة والديناميكية وكانت متصفة بالانسيابية والدقة من حيث الأداء زادت سعادة اللاعب والمتفرج خاصة اذا اقترنت تلك الحركات بتصويب الكرة على المرمى بقوة في المكان الملائم لتسجيل هدف.ويذكر رزق الله ان التصويب "عبارة عن حركة فنية هجومية القصد منها قذف الكرة نحو المرمى"( )... اما كارل واينج فيذكر "ان هدف جميع الفرق التي تلعب كرة اليد هو الفوز واحراز اكبر عدد من الاهداف".( )... كذلك اشار ماهر محمد صالح الى "ان جميع طرق اللعب الهجومية تصبح عديمة الفائدة اذا لم تُتَوَج بالتصويب على المرمى واصابتــه".( )
ويذكر فيولا (Vialla). "ان التصويب هو الهدف النهائي للهجوم الذي يظهر خلاصة التعاون المنسجم للاعبين فيما بينهم"( )... وعليه فان التصويب يعد التتويج النهائي لجميع تكوينات اللعب وهو يشكل الحد الحاسم بين الفوز والهزيمة. وهنا يشير كمال عارف وسعد محسن الى بعض النقاط المهمة حول التصويب هي: ( )
1- نوعية وكفاءة التصويب تقدر الفوز والخسارة، ومن اماكن ومسافات مختلفة وباستمــرار.
2- الاسراع في التصويب واختصار حركة الاستعداد للتصويب.
3- التدريب على اداء التصويب القوي بتكرار كبير والتركيز على النقاط الاساسية لكل نوع مع تصحيح في الاداء.
4- التاكيد على اهمية رسغ اليد في عملية توجيه التصويب ودقته.
5- التأكيد على السرعة والمفاجأة بالتصويب على حارس المرمى.
6- استغلال الاخطاء التي يقع فيها حارس المرمى في حالة الخروج الخاطئ والوقوف الخاطئ او التقدم السريع باتجاه اللاعب او الارتكاز على ساق واحدة.
ويرى الباحث ان الاسلوب الهجومي يضع امكانيات الخصم في حالة ارباك وانفعال حتى لحظة التصويب. وكذلك يؤثر في الطريقة او الاسلوب الدفاعي الذي يستخدمه. كما ان دقة التصويب للفريق المهاجم تسهم في تصعيد الثقة بالنفس ورفع طموح اللاعبين بذل اقصى مجهود للفوز بالمباراة. وان نجاح التصويب يرتبط بقابلية اللاعب البدنية والمهارية والنفسية والخططيــة.
2-1-3 أنواع التصويب بكرة اليد:
يذكر كمال عارف وسعد محسن( )... انواع التصويب بكرة اليد وهي كالآتي:
اولاً- التصويب السوطي الكرباجي… وهذا التصويب يتم بعدة طرق هي:
1- من فوق الرأس ويتم بطريقتين:
أ- بخطوة ارتكاز. ب- مع أخذ ثلاث خطوات.
2- من مستوى الرأس.
3- من مستوى الحوض والركبة.
ثانياً- التصويب من القفز:
1- التصويب من القفز عالياً.
2- التصويب من القفز أماماً.
ثالثاً- التصويب من السقوط ...
1- التصويب من السقوط الامامي.
2- التصويب من السقوط الجانبي.
3- التصويب من السقوط من ناحية ذراع الرمي.
4- التصويب من السقوط من عكس ذراع الرمي.
رابعاً - التصويب الخلفي …
خامساً- التصويب الخاص… ويتم بعدة اشكال:
1- التصويب القوسي (اللوب) ويتم بـ:
أ- من القفز اماماً –ب- من السقوط الامامي او الجانبي.
2- التصويب من الزاوية.
3- التصويب من الطيران.
2-1-3-1 التصويبة السوطية:
"وتعد من اكثر التصويبات شيوعاً في كرة اليد. ان التصويبة السوطية هي الاساس لكافة انواع التصويب الاخرى، ويمكن تعلم باقي انواع التصويب بسهولة بعد إتقانها.
وتتم هذه التصويبة من الركض باخذ ثلاث خطوات او من الارتكاز باخذ خطوة واحدة ويمتاز التصويب بالركض والسرعة والمباغتة في حين يمتاز التصويب من الارتكاز بالقوة والدقة في التوجيه مع القدرة على التنويع في طريقة الاداء"( )…
أ- التصويبة السوطية مع أخذ خطوة ارتكاز وثلاث خطوات: ( )
تنتقل الكرة باليدين معاً حتى مستوى الكتف وتبقى لبرهة في يد واحدة، يثنى المرفق وتشير راحة اليد الحاملة للكرة صورة مائلة الى الأعلى، مع سير الحركة توضع الرجل اليمنى اماماً (لاعب الايمن). ثم يلي ذلك مباشرةً وضع الرجل اليسرى اماماً. ويراعي دوران القدم اليسرى وهي (قدم الارتكاز). للداخل قليلاً مع الدوران الواضح للجذع حتى يصبح محور الكتف مقاطعاً لمحور الارض. وتعتمد حدة التصويب على الدوران القوي والسريع للجذع والحركة الارتكازية للقدم اليسرى، بالإضافة للحركة السوطية للذراع. وعقب ترك اللاعب للكرة يقوم بتحريك القدم اليمنى اماماً لكي تلمس الأرض. وعندها ينتقل وزن الجسم للرجل اليمنى وتبدأ حركة الرمي بالذراع اليمنى مع رفع القدم اليسرى لاخذ خطوة ثالثة بحيث يمتد الجذع مع فتل أعلاه للامام والذراع عالياً اماماً وترمى الكرة بقوة وبتوجيه من رسغ اليد.
ب- التصويبة السوطية من مستوى الرأس: ( )
ويستخدم هذا النوع من التصويب عندما تكون المساحة التي امام المرمى خالية وواضحة لعدم وجود حائط صد او تكامل المدافعين وخاصة في منطقة الوسط. ويجب ان تكون التصويبة حادة وحركتها من اعلى مستوى الرأس وسير التصويبة المستوى العالي نفسه في الزوايا العليا للمرمى، وهي تسمح بالقيام بعملية خداع والمحاورة دون تغيير في طريقة المسك. وتؤدى بان تمسك اليد بالكرة وهي بجانب الجسم وتقوم اليد الاخرى بمهمة السند وفي اللحظة المناسبة تتخلى اليد الساندة عن الكرة، بينما تقوم اليد المصوبة بحركة دائرية الى الخلف ثم للأعلى ثم الأمام من فوق الكتف مع امتداد الذراع اماماً في حركة متابعة خلف الكــرة.