علاقة الأم بابنتها المراهقة
تمر الفتاة المراهقة بتغيرات جسمية ونفسية واجتماعية غريبة عليها وعلى الوسط الذي تعيش فيه ، فبعد أن كانت الطفلة الهادئة المطيعة إذا بها الفتاة المتحررة العنيدة المتصلبة ، التي تريد أن تغير العالم في ساعة ،و إذا بها تصطدم بعادات أهلها وتقاليدهم ، فنراها تتمرد وتحتج وتعارض الكبار بما في ذلك الأم والأب ، حتى أن والداها يستغربان ما حل بابنتهم ، إذهم ينظرون إليها البنت المطيعة المهذبة فإذا بها تنقلب عليهم رأسا على عقب، ومن هنا تبدأ العواصف والمشادات الكلامية بين الأم وابنتها ، ، فالفتاة تنظر إلى نفسها أنها أصبحت امرأة ولم تعد طفلة مطواعة وعجينة في أيدي الكبار يسيرونها كيفما شاءوا وأينما شاءوا ،بل هي التي تريد وتصر على تغيير هذه الأفكار البالية في نظرها، إن هذه التغيرات التي حدثت في جسم الفتاة مثل: كبر الثديين واتساع الحوض استعدادا للحمل، نعومة الصوت ، نزول الطمث ، هذه التغيرات الجسمية التي ظهرت على جسمها وفي نفسيتها أعطتها المؤشر الحقيقي أنها أصبحت امرأة كاملة ، فلم ينظر إليها أهلها على أنها لازالت طفلة ؟مع أن شكلها شكل امرأة ولكن لاتزال تصرفاتها تصرفات طفلة ، النقطة المهمة في هذا الموضوع موقف والدتها منها ، إن موقف بعض الأمهات -مع الأسف -لايتغير عما كان عليه في السابق فلاتزال الأم تنظر إلى ابنتها على أنها طفلة لم تنضج بعد، والفتاة تحتج وتناهض هذا الموقف ، المشكلة أن كثيرا من الأمهات لايدركن التغيرات التي تحل بالفتاة والفترة الانتقالية من الطفولة إلى المراهقة ( مقاربة البلوغ) فكل فترة من حياة الإنسان لها خصائصها وتعاملها الخاص بها ومشكلة معظم الآباء أنهم لايدركون ذلك ، أحيانا تكون علاقة الأم بابنتها علاقة مدمرة ، تبعا للفلسفة التي تتبعها الأم في تربية ابنتها ، فإذا كانت الأم ربيت على الخنوع والتسلط والنقد الشديد على كل صغيرة وكبيرة فإنها سوف تسلط الضوء على ابنتها ، مما يجعل البنت تثور وتعترض على هذا الأسلوب القمعي الذي أتخذ أسلوبا لتربيتها ، لكن المشكلة تكمن في أن هذه الفتاة تجد صعوبة كبيرة في إقناع والدتها أن جيلها يختلف عن جيل ابنتها وأن الأم لاتستطيع أن تصب ابنتها في قالب أفكارها ، فإذا كانت البنت قديما لما كانت طفلة تستجيب لتوجيهات والدتها ونصائحها فإنها اليوم متمردة معانده فلا تملك والدتها القدرة على قيادة ابنتها كما تشاء كما كانت في السابق لاختلاف الزمان والمكان والمؤثرات السمعية والمرئية ،وتغير المجتمع ، المشكلة الحقيقة عندما تحاول الأم أن تقسو على ابنتها ظنا منها أن تلك القسوة في مصلحتها ولكن البنت لاتدرك ذلك ، فإذا بها تبتعد عن حياة أبنتها فلا تحتويها تقول لي إحدى الفتيات : إنها طلبت من والدتها حضنها فقالت أخرجي للشارع فستجدين شجرها تحتضنك أي قسوة هذه ؟ إذا كنت ترين احتضانك لابنتك عيبا فعلى الأقل اعتذري لها وقولي لها أنت لست صغيرة ، إذا كنت تنظرين إلى نفسك أنك صغيره فأنا أنظر إليك أنك امرأة من هنا على الأقل ترفع الأم من معنوية ا بنتها ولا ترغمها إلى اللجوء إلى غيرها لما في هذا الأمر من خطورة عظيمه قد لاتدركها الأم لأن البنت في ظل هذه الظروف ستجد من يحتويها خارج المنزل صديقتها مثلا ، هذه الصديقة إذا كانت سيئة فإنها سوف تجر البنت إلى مزالق الشر لاسيما أن هذه الفتاة ستجد عند صديقتها أذنا مصغية وتفهما لما تعانيه لاتجده عند والدتها ولا يدرى ماذا يحصل بينهما في الخلوة،هذا فضلاعن تقارب السن بين الصديقتين، أما إذا كانت صالحة وطيبة فإنها سوف تقودها إلى منابع الخير والصلاح ، الأم لها تأثير قوي على ابنتها أكثر من تأثيرها على الولد لماذا؟؟ : لأن البنت من جنسها ومعها دائما وأبدا في المنزل، كما أن البنت تختلف عن الولد في أنها لاتستطيع أن تصبر على زعل وغضب والدتها ، فهي تقع في صراع نفسي مقيت بين إرضاء والدتها وإرضاء رغباتها ، فهي لم تنضج بعد النضج الكافي الذي يخولها أن تميز مابين الغث والسمين ،فقد تدمر الأم ابنتها من غير لا تشعر فتعامل ابنتها المراهقة كما كانت تعامل هي عندما كانت صغيرة ، لذا يصح لنا أن نقول إن الأم والأب قد يكونا مصدر شقاء أبنائهما أو بناتهما ، فإذا أردنا أن يكون أبناؤنا صالحين وبناتنا كذلك علينا أن نحافظ على أسرنا من التفكك والضياع فبمقدار تماسك الأسرة وترابطها بمقدار ماينعم جميع أفراد الأسرة بالهدوء وراحة البال والسعادة ، والمحور الأساسي في الأسرة الوالدان فبمقدار ما يكون ببينهما من تفاهم ومحبة وألفة بمقدار ما تتماسك الأسرة ويكون هذا التماسك درعا متينا وقويا يحفظ جميع أفراد الأسرة من الضياع والانحراف والأمراض النفسية0
من هي الأم المثالية ؟هي التي تستطيع أن تساعد ابنتها في التغلب على ما يواجهها من صعوبات ، بفضل حكمتها وبعد نظرها وحسن تعاملها مع ابنتها ، الأم المثالية هي: التي تدرك أن هناك فرقا بين حياتها الأولى وحياة ابنتها الآن، الأم المثالية هي: التي تكون قريبة من حياة ابنتها فلا تدعها تلجأ لغيرها ، أما إذا كانت الأم مهزوزة الشخصية فإن ابنتها سوف تتطبع بطباعها وسوف يعاني منها زوج المستقبل الأمرين وما أكثر حالات الطلاق اليوم التي يكون السبب فيها تربية فاسدة من أم جاهلة ، الأم الناضجة هي :التي تمنح بناتها الحب والحنان والمشورة ، ولا تجعل بينها وبين بناتها حائلا يحول دونها ودون أن تعبر لها ابنتها عن كل ما يدور بخلدها ، ولا يتأتى ذلك إلا إذا كانت الأم تحترم مشاعر ابنتها وتقدرها ، ولا يتأتى ذلك إلا إذا كانت الأم منسجمة تمام الانسجام مع زوجها تحبه وتقدره وتحترمه وتضحي بالغالي والثمين من أجله ،ستجد البنت أمامها صديقة مخلصة تبثها أحزانها والآمها ولا تبحث عن أحد سواها تفتح له قلبها وتكشف له عن خباياها 0
الأم المثالية هي: التي تشجع ابنتها على الإبداع مثلا إذا صنعت البنت كعكة أو حلوى وقدمتها لأمها لابد أن تشجعها وتثني على ما صنعت مثل هذا شيء جميل يمكنك أن تعملي أفضل منه 0، على العكس من الأم المحبطة التي إذا غسلت ابنتها الصحوان قالت لها ولماذا لم تغسلي الثلاجة- أيضا- فأي إحباط سيصيب البنت من تعامل كهذا0؟
الأم المثالية هي: التي تقول لابنتها لوكنت في سنك كنت فعلت كذا ومن هنا تعيش البنت متحفزة تحاول أن تفعل الأفضل دائما 0
الأم المثالية هي التي: لاتقول لابنتها أنت كاملة ولكن زوجك ليس في مستوى كمالك وجمالك إن هذه المقولة سوف تجعل البنت تغتر بنفسها ، وسوف تبحث عن الشاب الذي يرضي غرورها ( كلمة واحدة تدمر حياة فتاة صادرة من أعز الناس لقلبها ، لكن هذه الأم قالتها من غير قصد فهي لاتدرك أبعادها 0
الأم مدرسة إذا أعددتها ############ أعددت شعبا طيب الأعراق
مم تعلمت البنت العصبية النرفزة ، التسلط والعناد ، المباهاة والمفاخرة ؟، تعلمت هذه الأمور من بيئتها الأولي التي كان المؤثر الرئيسي فيها الأم ، فالبنت المسيطرة تعلمت حب السيطرة من بيئتها الأولى ولكنها في هذه المرة حاولت تطبيق هذه السمة على زوجها فمنيت بالفشل ونشأالخلاف، وصارت النهاية المؤلمة0
الأم غير المثالية هي: التي لاتشجع ابنتها على الإبداع ، بل تكون معول هدم لجهود وأعمال ابنتها ، فلا تكلفها بشيء ينفعها في مستقبل حياتها وإذا حاولت البنت عمل شيء كأن تحاول أن تطبخ طبخة معينة ، وعندما تنهيهاو تحاول أن تأخذ رأي والدتها لكنها لاتجد منها التشجيع مما يفت في عضدها ويسبب لها الإحباط والاكتئاب ، فيخلق ذلك من البنت شخصية مهزوزة غير منتجة تعتمد على والدتها في كل صغيرة وكبيرة ، هذه نوعية من الأمهات المتسلطات الآتي يزرعن الشوك أما م بناتهن من غير أن يشعرن ، وغالباما تنتهي الحياة الزوجية
لأمثال هؤلاء البنات بالفشل لأن مثل هذه البنت التي نشأت على هذه النشأة الخاطئة سوف تصطدم بمسئولياتها الزوجية فتشعر أنها لاتستطيع القيام بها أوأن تؤدي دورها كزوجة مستقلة الرأي والفكر الذي غيبته تربية خاطئة من أم متسلطة ، قد تكون قد تربت على هذا النمط غير السوي فكانت ابنتها ضحية لتربيتها الشاذة 0
الفتاة الاعتمادية المدللة التي لاتمس شيئا في منزل أسرتها ، إعتمادا على والدتها وعلى الخادمة ، نراها لاتسمع كلام من يقدم لها النصيحة من الأقارب ، لأنها ترى مثلها الأعلى والدتها راضية بما هي عليه من اعتمادها عليها 0
الفتاة التي ذابت مشاعرها في مشاعر أمها ، وأصبحت صورة طبق الأصل من منها ، لاتستطيع أن تمنح محبتها لأحد غير أمها ، فليس لديها متسع لذلك ، ماذا يكون شانها مع زوجها الذي يطلب منها المحبة والتضحية فلا يجدها؟؟0 والله الهادي إلى سواء السبيل 0