نيويورك: بيل بينينغتون*
القفزة الهائلة في علاج الرياضيين المحترفين والهواة ربما تصبح مثل قصص الخيال العلمي، ولكنها يمكن ان تبدل الطب الرياضي. فقد ذكر بعض الاطباء والباحثين انه في خلال السنوات القليلة القادمة سيصبح في الامكان استخدام خلايا جذعية بدائية من دماء الحبل السري للاطفال لتنمية اربطة الركبة او اوتار المرفق، مما يؤدي الى ظهور وسيلة علاجية ستصبح في طليعة اصلاح الاصابات الرياضية.
وقد بدأ عدد من الوكلاء الرياضيين في تقديم نصائح الى عملائهم بخصوص تخزين خلايا جذعية من اولادهم او من انسجة مأخوذة من اجسادهم كضمان ضد الاصابات الرياضية التي يمكن ان تنهي حياتهم الرياضية مبكرا. وتروج مصارف دماء الخلايا الجذعية فوائد العلاج باستخدام الخلايا الجذعية للعلاج العملي واعادة تأهيل الاوتار والاربطة والعضلات والغضاريف. إلا انه لا يزال يوجد بعض المتشككين في الاوساط الطبية الذين يسألون متى ستتوفر مثل هذه التكنولوجيا، ولكن المتحمسين يقولون إن الوقت اصبح قريبا.
وقال الدكتور سكوت روديو، اخصائي جراحة العظام والعالم في مستشفى مانهاتن للجراحات الخاصة، «ليست فكرة خيالية. ربما لن يجري ذلك في العام القادم، ولكن ثلاثا الى خمس سنوات ليست بغير المعقول».
ومارس الدكتور روديو تلك التقنيات في عمليات مختبرية على الفئران، وهي الوسائل التي ستصبح مفيدة عند اعادة تشكيل اربطة الركبة والعضلة الدوارة للكتف. وهي من الامراض الرياضية العادية الصعبة بالنسبة للجراحين لان الجسم عادة لا يعالج نفسه او يستعيد الانسجة بعد العمليات.
وقال الدكتور روديو «في كل حالة فإن الخلايا الجذعية لديها بعض الفوائد في المساهمة في تنشيط الانسجة». وذكر بعض العلماء ان الوقت قد حان الآن لحماية المواهب الرياضية بل والأطفال.
وقال الدكتور جوني هيوارد، مدير مركز ابحاث الخلايا الجذعية، «اذا كان لديك طفل يتميز بمواهب رياضية غير عادية في سن الخامسة او السادسة، فربما تريد الحصول على دهون لتجميد بعض الخلايا الجذعية الشابة». واضاف الدكتور هيوارد «ان الحصول على مجموعة من الخلايا الجذعية لهو عمل قيم للغاية. إلا ان الاستخدام العملي لهذه الوسائل ربما لن يحدث قبل سنوات. إلا ان ذلك هو مستقبل الطب الرياضي. وقال الدكتور ريغيس أوكيفي، الباحث والمتحدث باسم الأكاديمية الأميركية لجراحة العظام، ان محاولات استخدام الغضروف المجدد في الركب ظل حتى الآن «ليس فعالا الى درجة كبيرة». واشار الى أنه ليست هناك دراسات تجري مراجعتها للكثير من العلاجات المقترحة والتجريب المحدود على البشر.
واتفق الدكتور فريدي فيو، جراح العظام الرائد، في المركز الطبي بجامعة بيتسبيرغ «عليك الاجابة عن أسئلة الأمان والنظر في التأثيرات الجانبية. كما ستكون العملية باهظة الثمن. ومرة اخرى، فان ذلك لن يوقف الرياضيين، فهم سيكونون مستعدين على الدوام لمحاولة أي شيء يساعدهم على ممارسة اللعب».
وارتباطا بتقدم تكنولوجيا الخلايا الجذعية، فان البعض يتصرف الآن من اجل الاعداد لثروة امكانات الاستعادة. فهناك خمسة من لاعبي كرة القدم المحترفين ممن يمتلكون خلايا جذعية مجمدة لأطفالهم عند الولادة ومخزونة في بنك الخلايا الجذعية بليفربول، وفقا لقصة نشرت العام الماضي في صحيفة «صنداي تايمز» اللندنية. وسمى احد اللاعبين الخلايا الجذعية «عدة تصليح محتملة للجروح» التي تهدد امكانية ممارسة اللعب.
ويمكن لعلاجات الخلايا الجذعية ان تفعل ما هو اكثر من تجديد المفاصل، ذلك انها يمكن ان تساعد على بناء العضلات لدى رياضيي النخبة وزيادة القدرات الجسدية الأخرى بسرعة وكفاءة لا يمكن تحقيقهما بالطريقة التقليدية.
وقال الدكتور هيوارد ان «هناك امكانية لتعزيز الاداء في كل هذا»، مضيفا انه التقى مع مسؤولين ممن يحاولون ان الاعداد للتكنولوجيا الجديدة. وقال «انها قد لا تكون مراقبة لأنه ما من شيء غير طبيعي، فهي خلاياك الخاصة. ولا أعتقد انه يمكن تحويل رياضي سيئ الى رياضي متفوق، ولكن هل يمكنك أن توفر العامل الذي يحول فائزا بالوسام الفضي في الألعاب الأولمبية الى فائز بالوسام الذهبي؟ الجواب حسب رأيي بالايجاب. وقال متسائلا انه «في الوقت نفسه هل يمكن لهذا النوع من هندسة الجسم ان تؤدي الوظيفة في اطار توتر المنافسة في ذلك المستوى؟ ويعتقد آرثر كابلان، مدير مركز الأخلاق الاحيائية في جامعة بنسلفانيا ان الرياضيين المحترفين المرفهين سيصورون تكنولوجيا الخلايا الجذعية الناشئة باعتبارها ينبوع شباب.
وتوصل لي شتاينبيرغ، الوكيل المتمرس في مجال الرياضة، الى ان كبار نجوم الرياضة في البلد يمكن ان يتابعوا بحماس كل تقدم في مجال جراحة العظام. ويقول شتاينبيرغ ان الرياضيين ظلوا باستمرار في مقدمة لتقنية طبية جديدة، سواء كان ذلك متعلقا بنمو الهرمونات او جراحة العظام، ذلك ان عيشهم، على حد قوله، يعتمد بصورة اساسية على حالتهم الجسدية. فإذا جرت عملية تجريب دواء وثبت انه يساعد أيا من الرياضيين الاستمرار في اللعب لأربع سنوات اخرى، فإنه سينظر اليه كونه هبة من السماء. قال شتاينبيرغ ايضا انه يتوقع ان يبدأ قريبا تقديم الاستشارات لعملائه بوضع الخلايا الجذعية للحبل السري في بنك مخصص لها، وهو ما فعله شتاينبيرغ لدى ولادة أطفاله. اذا اصبح استخدام تقنية الخلايا الجذعية واسع الانتشار في مجال الرياضة مستقبلا، فإن ذلك سيفتح الباب أمام احتمالات إنتاج هذه الخلايا بواسطة الرياضيين بغرض تعزيز قدرتهم على توقيع عقد لعب آخر بقيمة 40 مليون دولار. ويقول الدكتور ج. لين لاشبروك، الذي يعمل بوكالة متخصصة في الإدارة الرياضية، ان مثل هذه الاشياء تثير أعصابه. وأضاف معلقا ان عالم الرياضة معروف عنه عدم السيطرة على الجانب الاخلاقي. ويجري التعامل بسرية تامة في الأماكن التي تحفظ فيها الخلايا الجذعية، حيث توجد عينات من هذه الخلايا تعود الى أفضل الرياضيين الاميركيين، إذ تحظر اتفاقيات السرية الموقع عليها بين الأطراف المعنية كشف أسماء هؤلاء أصحاب هذه العينات. ويقول الدكتور روبرت حريري، المؤسس والمدير التنفيذي لـ«لايفبانك يو اس أي»، إن مؤسسته لديها عينات مأخوذة من أشخاص أصحاب خلفية رياضية معروفة. وتتفاوت أسعار جمع وتخزين الدم في «لايفبانك يو اس اي» في سيدار نولز بنيو جيرزي، إذ يبلغ سعر تخزين دم الحبل السري مبلغ 1900 دولار بالإضافة الى مبلغ 125 كل عام. وتتركز الاستخدامات الرئيسية لدم الحبل السري حتى الآن في علاج اللوكيميا والأمراض الاخرى المهددة للحياة. ويقول حريري في هذا السياق ان التركيز حتى الآن ينصب على أشياء أكثر اهمية من ترميم مفاصل الرياضيين، لكنه أشار الى انهم يدركون الاحتمالات والثورة المقبلة في هذا المجال.