الحمل في الاربعين
الحمل في سن الاربعين
يعتبر سن الأربعين عند المرأة بداية مرحلة حرجة تخافها وتخشاها وتحسب لها ألف حساب وتصيبها بتوتر عصبي ونفسي لشعورها بأنها بدأت بالانحدار من ربيع الحياة والأنوثة والجمال. ولما يحدث لها من تغيرات تؤثر على جسمها والحمل والولادة.
يمكن القول إن الحمل حالياً تجرد من خصوصية العمر. التقنيات و العلوم الطبية الجديدة صارت تسمح للمرأة بأن تكون حاملا و بصحة جيدة. على الرغم من أن انقطاع العادة الشهرية يصيب المرأة في مراحل مختلفة بعد سن الأربعين و هذا يعني أن الصعوبة ستكون كبيرة على المستوى الصحي والحياتي معا.
أما اليوم، فإن فرصة الحياة إلى الثمانين تبدو حقيقية بالنسبة للمرأة توازيها فترة سن اليأس التي كانت تعيشها المرأة في الخمسين. لذا فكل امرأة ترغب في الإنجاب في تلك الفترة لن تكون غير واقعية .
وكثيراً ما نجد النساء الراغبات في الإنجاب في تلك السن هن اللواتي يتزوجن في سن متأخرة، أو هن اللواتي يبدأن حياة جديدة مع زوج جديد ، لأنه ليس نادرا أن نجد انفصال زوجين في سن الأربعين، و بالتالي رغبة المرأة في الزواج ثانية لتحقيق أمل الإنجاب.. ثمة شيء آخر يكمن في أن الزوجين انشغلا بالحياة الاجتماعية و لهذا حين يكتشفان تقدم العمر يسارعان إلى فكرة الإنجاب بسرعة قبل فوات الأوان..
تجاوز المخاطر
في الوقت الراهن،العناية الطبية أثناء الحمل تساعد على تجاوز المخاطر التي تتصل بتقدم العمر. و بفضل الأشعة الدقيقة و الزيارات المستمرة للطبيب فإن استمرار الحمل يبدو ممكنا من حسن حظ الأم و الطفل معا،بيد أن الأخطار تبدو متضائلة مع المستوى الذي بلغه العلم الطبي.. عند ولادة الطفل، تتغير حياة كل أم. التغيير يبدو كبيرا، لما يخص امرأة في تلك السن، خاصة لو كان مولودها هو الأول. الكثير من العادات يجب تغييرها للتأقلم مع الحياة الجديدة، و مع المولود الجديد. الخروج من البيت، النوم إلى ساعة متأخرة من الليل، السفر إلى الخارج، التحرك المستمر، و الحياة الاجتماعية المهنية، كلّها سوف تتغير بمجرد ولادة الطفل. لهذا سيكون على الوالدين أن يغيّروا أيضا من عاداتهما الخاصة جدا.
إذا كانت الأم قد سبق لها الإنجاب، فعليها أن تتأقلم من جديد، و مرة أخرى مع مولودها الجديد، وتتعود على الخوف عليه، والتعب لأجله، و أن تستمتع بكل ما سيجلبه لها من فرح واكتشافات.
وتعتبر الأمهات البالغات35 سنة أو أكثر، هن الأكثر جدية من الأمهات البالغات 25 سنة، ربما لأن عامل السن يلعب دوره في ذلك، فكل أم متقدمة في السن تعتبر حملها القادم هو الأخير، على عكس الأم البالغة ، 20 سنة.
لذا فإن كانت الأم مستعدة لتجربة الأمومة الرائعة في هذه السن المتأخرة ، سن الأربعين، فإن التقنيات الطبية الحديثة والرعاية الطبية اليوم تطمئن كل أم على أن الأمر صار ممكنا في الوقت الحاضر، وبلا مشاكل كالتي كانت تقلق الأمهات سابقاً .