عند النظر الى لاعبي رياضة كرة اليد فإننا كثيرا ما نقابل لاعبا يتميز بكل ما تتطلبه هذه الرياضة الحديثة من سرعة فائقة وقوة بدنية ومرونة وتوازن وتوافق كما نجد انه يقوم بإخراج وإبراز كل ما يمتلكه من قدرات بدنية ومهارية بصورة جيدة جدا خلال التدريبات ولكن بمجرد تعرضه لموقف ضاغط مثل المباريات الحاسمة نجده قد أصبح لا يتمتع بكل هذه القدرات والمهارات بل صار عبئا على الفريق الذي يلعب له.
وبالتالي فان مثل هذا اللاعب لا يحتاج إلى المزيد من التدريب البدني او المهاري وذلك لأنه بالفعل مجيد فيهما ولكنه في الواقع يحتاج إلى برنامج متخصص في تدريب المهارات العقلية و النفسية يعمل على تزويده بما ينقصه من هذه المهارات حتى يتمكن من مواجهة الموقف ألاختباري الذي تفرضه المباريات والمسابقات ويصبح قادرا على مواجهة الضغوط التي تفرضها المتغيرات المختلفة للبطولة بالإضافة إلى القدرة على التركيز الجيد ووضع الأهداف التي تستثير التحدي ولكن بصورة واقعية ويتأتى ذلك من خلال إتقان المهارات العقلية و النفسية الأساسية مثل (التصور العقلي –تركيز الانتباه – الثقة بالنفس – مواجهة الضغوط النفسية -)
وهناك اعتقاد شائع بان الإعداد النفسي والتدريب على المهارات العقلية والنفسية هو للاعبي المستويات العليا أو على اقل تقدير فانه يختص باللاعبين الكبار عمريا ، ولكن على العكس من ذلك فان أهم واخطر المراحل التي يتشكل فيها اللاعب نفسيا بما يخدم حياته الرياضية بل وحياته العامة هي المراحل الأولى من مزاولته للنشاط الرياضي ويتفق هذا مع ما ذكره أسامة كامل راتب( إن تدريب المهارات النفسية يناسب الرياضيين مع اختلاف أعمارهم أو مستوياتهم ، وهناك قاعدة عامة توضح انه كلما أمكن تدريب المهارات العقلية و النفسية في عمر مبكر كلما كان ذلك أفضل).
وأثبتت الدراسات أن هناك الكثير من المواهب الناشئة التي تسربت وانقطعت عن مزاولة النشاط الرياضي وتعرضت للاحتراق النفسي وذلك نتيجة عدم قدرتها على مواجهة القلق والضغوط النفسية المختلفة التي تسببها الرياضة التي يمارسونها وافتقارهم إلى المهارات العقلية و النفسية اللازمة لمواجهة مثل هذه الضغوط ولم يجدوا بجانبهم الموجه أو المرشد الذي يساعدهم على التغلب على هذه الضغوط