تعد المصارعة احد الأنشطة التي حظيت بالاهتمام على مر العصور ، والتي مارسها الإنسان في تحديه لقوى الطبيعية والكائنات المتعايشة معه ، المصارعة تعود إلي قدم التاريخ منذ بداية الخليقة و وجود الإنسان فقد مارسها الإنسان بأسلوب البقاء و القدرة علي اصطياد الحيوانات حتى يستطيع البقاء و أيضا للدفاع عن نفسه من أي خطر قد يداهمه في العراء و مع تقدم الزمن ظهرت القبائل و الجماعات فمارسها أيضا من أجل السلطة و حب القيادة و التوسع فبدأ الأعداد و التدريب علي المصارعة حتى يستطيع أن يتغلب علي منافسة أو الدفاع عن نفسه و قبيلته و اسرتة و المصارعة في ذلك الوقت كانت لا تتعدي عن أسلوب للبقاء حيث كانت تمارس بوحشية و أسلوب همجي و ليست كما هو موجود الآن . وقد بدأت بطبيعة الحال بأساليب ارتجالية وردود فعل عصبية ثم أصبحت رياضة وفن . وليس من السهل تحديد الموطن الأول الذي نشأت فيه اللعبة بشكل واضح ، ولكن من خلال الحضارات الأصلية القديمة وهي قليلة العدد في تاريخ الإنسان وفي مقدمتها حضارة وادي الرافدين ، وحضارة وادي النيل ، وحضارة الشرق الأقصى ( الصين ) . وقد شجع الدين الإسلامي على مزاولة المصارعة إذ ثبت أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مارس المصارعة بنفسه ، فقد صرع ركانه بن عبد يزيد ، كما صرع غيره ، كما استخدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في اختبار بعض فتيان الصحابة لإلحاقهم بجيش المسلمين .
والمصارعة رياضة قوية تعمل على تقوية ابدأن ، وتنمية مهاراتهم الدفاعية والقتالية فضلا عن تنمية القدرات العقلية والنفسية ، فهي تعتمد على القوة والخداع معا في التغلب على المنافس ، وكانت المصارعة القديمة تعتمد على أحكام القبض على المنافس وطرحه أرضا أو إجباره على اتخاذ وضع بدني يعجز معه عن المقاومة .
والمصارعة المعاصرة يعرفها بتروف بأنها منازلة بين مصارعين وفقا للقوانين الموضوعية ، وفيها يحاول كل مصارع السيطرة على حركة منافسة ، وذلك من خلال المهارات الفنية ، والحركات المركبة ، والقدرات الخططية ، وكل ما يمتلكه المصارع من إمكانيات بدنية ونفسية .
ومن أهم أنواع المصارعة تقدما وشهرة واعترافا بها غلى الصعيد العالمي هي المصارعة الرومانية والمصارعة الحرة ، وللمصارعة أهمية كبيرة لدى الشباب وذلك لارتباطها بمستوى عال من التحدي لقدرات الشباب فيما بينهم ، والتي تتمثل في طبيعة النزلات الفردية ، إذ يعتمد المصارع على قدراته فقط في مواجهة منافسة بشكل مباشر لغرض تحقيق الفوز .
والمصارعة تحقق النمو المتزن لأجزاء الجسم ، وتكسب ممارستها القدرة على استخدام جميع عضلات الجسم وأجهزته بكفاءة تامة إذ تعمل المصارعة على تطوير عناصر اللياقة البدنية وتحسين كفاءة الأجهزة الفسيولوجية ، وذلك من خلال الجهد المبذول عند تنفيذ المهارات الهجومية والدفاعية ومهارات الهجوم المضاد ، إذ يتطلب التمهيد لهذه المهارات المعقدة وتنفيذها مع المنافس متساوي الوزن أن يبذل المصارع جهودا بدنية كبيرة ، وإذا قاوم المنافس بصورة ايجابية وبكل إمكانيته ، فلا بد من تعبئة كل القدرات والكفاءات الخاصة بالحالة التدريبية للمصارع .
لذا يعد الاعداد البدني والوظيفي الجيد للمصارعين من الجوانب المهمة التي تجعل المصارع يواجه هذه الاعباء الهجومية والدفاعية والخططية ، وكذلك التكيف الوظيفي لكل اجهزة واعضاء الجسم لمثل هذه الجهود للتصارع