منال حسين مديرة الموقع
عدد الرسائل : 1518 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 13/02/2009
| موضوع: التعلم التعاوني الأحد يناير 17, 2010 11:12 am | |
| خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ، وخلق فيه صفات وسمات تميزه عن سائر المخلوقات الموجودة على سطح الأرض . ومع ذلك تظل قدرات الإنسان الجسدية والعقلية محدودة ، وغير مؤهلة لأن تحقق له كل ما يطمح إليه من رغبات واحتياجات ، ومن أجل ذلك كان لزاما عليه أن يتعاون مع الآخرين ، وبتعاون الآخرون معه من أجل تحقيق الأهـداف المشتركة . وهذه الرغبة لتحقيق الأهداف والرغبـات من خلال التعاون والعمل الكفء ليست مقصورة فقط على الإنسان الفرد ، لكنها أيضاً تمتد إلى المجموعات في أي مجتمع كان . وحين ينتظم عقد مجموعة من الأفراد من أجل تحقيق هدف معين فإنه يصبح من الضروري عندئذ أن تكون هناك إدارة تعمل على تهيئة الظروف ، وتنظم الجهود من أجل الوصول إلى الأهداف المشتركة المطلوبة ، وهذه الجهود تتمثل في قيام المعلم بدوره التربوي المهني في تنسيق الأنشطة الصفية وغير الصفية المختلفة لمجموعة الطلاب ، من خلال ممارسة إستراتيجية التعلم التعاوني داخل هذه المجموعات ، يعد التعلم التعاوني من إحدى وسائل تنظيم البيئة الصفية، حيث يعتمد علي اختزال عدد الطلاب في مجموعات صغيرة متفاوتة القدرة و الخلفية العلمية لأداء عمل معين مشترك فيما بينهم بهدف تعلمهم من خلاله .والتعلم التعاوني من المفاهيم التي تعددت تعريفاتها وتنوعت بحسب اهتمامات الدارسين، واختلاف أرائهم نحوه ، ولكن يمكن أن نستخلص من كل هذه التعريفات بأنه صيغة من صيغ تنظيم البيئة الصفية في إطار محدد وفق استراتيجيات محددة واضحة المعالم تقوم في أساسها على تقسيم الطلاب في حجرات الدراسة إلى مجموعات صغيرة يتسم أفرادها بتفاوت القدرات، ويطلب منهم العمل معا، والتفاعل فيما بينهم لأداء عمل معين، بحيث يعلم بعضهم بعضا من خلال هذا التفاعل على أن يتحمل الجميع مسئولية التعلم داخل المجموعة وصولا لتحقيق الأهداف المرجوة بإشراف من المعلم وتوجيهه . ويعرفه بعض العلماء بأنه الأسلوب المتبع من قبل معلم الفصل في استخدام طريقة المجموعات الصغيرة داخل الفصل ، وإتاحة فرصة العصف الذهني بين الطلاب في داخل كل مجموعة ، حسب موضوع الدرس من المقرر . أمّا جونسون فيرى أن التعلم التعاوني استخدام المجموعات الصغيرة للتعلم مما يجعل الطلاب يعملون مع بعضهم بهدف الوصول للحد الأقصى من التعلم لهم وللآخرين . وهذه الإستراتيجية امتداد لأسلوب العمل مع الزميل ( التبادلي ) ، إذ تتكون فيها الجماعة من ثلاثة أو أربعة طلاب يعملون معا ويتبادلون الأداء والملاحظة وتصحيح الأخطاء وتسجيل الأرقام والأزمنة وعدد مرات التكرار عند تأدية مهارة من المهارات ، ويمكن استخدام هذا الأسلوب في الفصول الكبيرة العدد والمتواضعة الإمكانيات ، كما أنها تساعد على تنمية مفهوم العلاقات الاجتماعية بين الطلاب .خصائص التعلم التعاونيمن التعاريف السابقة يمكن لنا أن نشتق عددا من الخصائص المميزة للتعلم التعاوني من أهمها ما يلي :أ) التعلم التعاوني صيغة متعددة الاستراتيجيات للتدريس تقوم على تنظيم الفصل الدراسي في صورة مجموعات صغيرة .ب) التفاعل بين الطلاب داخل المجموعات خاصية مميزة للتعلم التعاوني تجعل منه صيغة تعليمية مميزة تساعد على إنجاز الأهداف في مستوى الإتقان المطلوب .ج) يتسم التعلم التعاوني بالاجتماعية في أداء أدوار التعلم، حيث يتم التعلم في سياق احتكاك اجتماعي متبادل بين أفراد المجموعات وبين المجموعات بعضها البعض، وبينهم وبين المعلم .د) يعتمد التعلم التعاوني على جهدي كل من المتعلم والمعلم، فلكل منهما أدوار في عملية التفاعل التعليمي، يرتبط كل دور منها بتحقيق الأهداف المنشودة من التعلم .ه) التعاون وتقديم المعونة والمساعدة بين أفراد المجموعات سمة مميزة لهذا النوع من التعليم، تجعل منه صيغة من الصيغ الفريدة التي تعمل على تكامل خبرات المتعلمين .و) المسؤولية الفردية : إذ أن كل طالب في المجموعة مسؤول عن عمله كفرد وكعضو في المجموعة .العناصر الأساسية للتعلم التعاوني : الاعتماد المتبادل الايجابي : ويعني إدراك الطلاب بأنهم سيجتازون معا ، أو سيفشلون معا . المسؤولية الفردية : أن كل طالب تقع على اعتقه تعلم المادة المعينة ومساعدة أعضاء المجموعة الآخرين على تعلمها . التفاعل المشجع وجها لوجه : العمل على المزيد من إنجاح الطلاب بعضهم لبعضا ، من خلال مساعدة وتبادل ودعم جهودهم نحو التعلم . المهارات الاجتماعية : إذ يقدم الطلاب مهارات القيادة واتخاذ القرار وبناء الثقة .دور المعلم في التعلم التعاوني : اختيار الموضوع وتحديد الأهداف ، تنظيم الصف وإدارته . تكوين المجموعات في ضوء الأسس المذكورة سابقا واختيار شكل المجموعة . تحديد المهمات الرئيسية والفرعية للموضوع وتوجيه التعلم . الإعداد لعمل المجموعات والمواد التعليمية وتحديد المصادر والأنشطة المصاحبة. تزويد المتعلمين بالإرشادات اللازمة للعمل واختيار منسق كل مجموعة وبشكل دوري وتحديد دور المنسق ومسؤولياته . تشجيع المتعلمين على التعاون ومساعدة بعضهم . الملاحظة الواعية لمشاركة أفراد كل مجموعة . توجيه الإرشادات لكل مجموعة على حدة وتقديم المساعدة وقت الحاجة . التأكد من تفاعل أفراد المجموعة . ربط الأفكار بعد انتهاء العمل التعاوني ، وتوضيح وتلخيص ما تعلمه التلاميذ . تقييم أداء المتعلمين وتحديد التكليفات الصفية أو الواجبات .الطالب في التعلم التعاوني : تنمي قدرته على حل المشكلات وكذلك القدرة الإبداعية . يستطيع تطبيق ما تعلمه في مواقف جديدة . تزيد لديه القدرة على تقبل وجهات النظر المختلفة . يكتسب الثقة بالنفس ويرتفع اعتزازه بذاته . يزداد حبه للمادة الدراسية والمعلم الذي يدرسها . يجد فرص آمنة للمحاولة والخطأ والتعلم من خطئه . تعمل المجموعة على زيادة دافعية للتعلم . يجد فرصة كي يقوم بدور المدرس مما يساعد على تثبيت المعلومة لديه . يكتسب القدرة على التحكم في وقته . يصبح أكثر قدرة في تعمله مع الآخرين ، مكتسبا لكثير من مهارات التعامل الاجتماعي . يتخلص الكثير من الطلاب من الانطوائية . ينخفض لديه مستوى أو معدل القلق والخوف الذي يصاحب عملية التعلم ، ويشعر بالأمان والحب بين إفراد المجموعة بعيدا عن تسلط وهيمنة المدرس . يرتفع مستوى تحصيل الطالب . تعالج مشكلة الفروق الفردية بين الطلاب .مراحل التعلم التعاوني :يتم التعلم التعاوني بصورة عامة وفق مراحل خمس هي :المرحلة الأولى : مرحلة التعرف : وفيها يتم تفهم المشكلة أو المهمة المطروحة وتحديد معطياتها والمطلوب عمله إزاءها والوقت المخصص للعمل المشترك لحلها .المرحلة الثانية : مرحلة بلورة معايير العمل الجماعي : ويتم في هذه المرحلة الاتفاق على توزيع الأدوار وكيفية التعاون، وتحديد المسؤوليات الجماعية وكيفية اتخاذ القرار المشترك ، وكيفية الاستجابة لآراء أفراد المجموعة والمهارات اللازمة لحل المشكلة المطروحة .المرحلة الثالثة : الإنتاجية : يتم في هذه المرحلة الانخراط في العمل من قبل أفراد المجموعة والتعاون في إنجاز المطلوب بحسب الأسس والمعايير المتفق عليها .المرحلة الرابعة : الإنهاء : يتم في هذه المرحلة كتابة التقرير إن كانت المهمة تتطلب ذلك ، أو التوقف عن العمل وعرض ما توصلت إليه المجموعة في جلسة الحوار العام .مزايا التعلم التعاوني : جعل التلميذ محور العملية التعليمية . تنمية المسؤولية الفردية والمسؤولية والجماعية لدى التلاميذ . تنمية روح التعاون والعمل الجماعي بين التلاميذ . إعطاء المعلم فرصة لمتابعة وتعرف حاجات التلاميذ . تبادل الأفكار بين التلاميذ . احترام آراء الآخرين وتقبل وجهات نظرهم . تنمية أسلوب التعلم الذاتي لدى التلاميذ . تدريب التلاميذ على حل المشكلة أو الإسهام في حلها . زيادة مقدرة التلميذ على اتخاذ القرار . تنمية مهارة التعبير عن المشاعر ووجهات النظر . تنمية الثقة بالنفس والشعور بالذات . تدريب التلاميذ على الالتزام بآداب الاستماع والتحدث . تنمية مهارتي الاستماع والتحدث لدى التلاميذ . تدريب التلاميذ على إبداء الرأي والحصول على تغذية راجعة . تلبية حاجة كل تلميذ بتقديم أنشطة تعليمية مناسبة ضمن مجموعة متجانسة . العمل بروح الفريق والتعاون العمل الجماعي . إكساب التلاميذ مهارات القيادة والاتصال والتواصل مع الآخرين . يؤدي إلى كسر الروتين وخلق الحيوية والنشاط في غرفة الصف تقوية روابط الصداقة وتطور العلاقات الشخصية بين التلاميذ ويؤدي لنمو الود والاحترام بين أفراد المجموعة. يربط بطئي التعلم والذين يعانون من صعوبات التعلم بأعضاء المجموعة ويطور انتباههم عيوب التعلم التعاوني :• ياخذ التعلم التعاوني وقت طويل من الطلاب ، مما يؤدي الى صعوبة انهاء الموضوعات المقررة .• لا يؤدي المدرس المتوسط طرق التعلم التعاوني باجادة تامة اذ ينقص المدرسون المهارات الضرورية في توظيف اشكال بد\يلة من التقويم .• يتطلب مدرسين يستطيعون السيطرة والتحكم في فصولهم .• يتطلب التعلم التعاوني نوعية خاصة من الطلاب والذين لهم طبيعة تعاونية .سادساً : بعض الصعوبات التي تعيق العمل بهذه الطريقة : انقسام الآراء أثناء المناقشة إلى جانبين , عندما يرجح المعلم جانباً منهما , ويظهر إحباط الجانب الآخر , وعدم الارتياح . إسهاب بعض الطلاب في الحديث أثناء المناقشة . انعدام التفاعل والمشاركة الإيجابية من قبل بعض الطلاب . هيمنة طالب أو طالبين على بقية أفراد المجموعة . فشل أفراد المجموعة الواحدة في إنهاء مهمتها في الوقت المحدد . اختلاف التعلم التعاوني عن باقي أساليب التدريس :1- في الفصول التقليدية يعمل الطلاب بشكل فردى وأحيانا تنافسي أما في الفصول القائمة على التعاون فإن الطلاب يعملون بشكل اعتمادي متبادل ويمكن تطوير الاعتماد المتبادل الإيجابي بطرق عديدة تتضمن مشاركة الأدوات، والعمل نحو هدف تعليمي عام ، والاعتماد كل على الأخر من اجل الحصول على الجوائز والتقدير . 2- ترتبط أهداف الطلاب بشكل موجب في التعلم التعاوني فعندما يحقق طالب هدف ما فإن ذلك يزيد من احتمال نجاح بقية الطلاب في تحقيق الهدف في حين أن البناء التنافسي لموقف التعلم يؤدى إلى ارتباط الأهداف بشكل سلبي فعندما يحقق أحد الطلاب هدف ما فإن ذلك يقلل من احتمال تحقيق الطلاب الآخرين لهذا الهدف . وفي البناء الفردي لا ترتبط الأهداف إطلاقا فلا يؤثر تحقيق أحد الطلاب لهدف ما على احتمال نجاح بقية الطلاب في تحقيق أهدافهم3- يختلف التعلم التعاوني عن التعلم التقليدي والتعلم الجماعي في درجة ونوعية التفاعل . فالطلاب في التعلم التقليدي للفصل الكامل يقضون معظم وقتهم في العمل بأنفسهم أو الإنصات للمدرسين مما يجعل فرص تفاعلهم مع زملائهم في أدنى الحدود . وبالرغم من أن التعلم الجماعي التقليدي يسمح بتفاعلات أكثر بين الطالب وزملاءه فإن مشاركة الطلاب غالبا لا تكون متساوية . وفي المقابل يدخل التعلم التعاوني جميع الطلاب في تفاعل هادف4- يختلف دور المعلم في الفصل الدراسي القائم على التعلم التعاوني عنه في الفصل التقليدي . فمع التعلم للفصل الكامل يقضى المعلم غالبا معظم الوقت في تنفيذ تعليم مباشر وتنظيم الطلاب . فالمعلم مسئول عن إرساء الأهداف التدريسية والتحكم في كل وظائف الفصل الدراسي في حين يقوم الطلاب بأدوارهم كمستمعين ومدوني ملاحظات من خلال العمل الفردي .5- وفي فصل التعلم التعاوني يتم بناء الأهداف الأكاديمية والاجتماعية من خلال الاتصال بين المعلم والطلاب والمعلم ما زال يستخدم التعلم المباشر ولكن دور المعلم أثناء التعلم الجماعي هو دور الملاحظ أو المسهل أكثر منه دور الخبير الذي يعلم كل شيء فالطاولات الدراسية يتم جمعها معا حتى تسمح للطلاب بالتفاعل والعمل معا والطلاب يصبحون قادرين على حل المشكلات بشكل أكثر نشاطا . 6- ومساهمين في الدرس والتعلم ويوجد داخل الفصل الكثير من الكلام والكثير من الضوضاء مقارنة بالفصل التقليدي .7- ويطبق المدرسون الذين يستخدمون التعلم التعاوني أشكالا مختلفة من عناصر الاتصال فطبقا لرأى Shachar ينخرط المدرسون في الفصول التقليدية أكثر في إلقاء المحاضرات وتقديم المعلومات ، تنظيم الطلاب ، إعطاء التعليمات . وبالمقابل يقوم المدرسين الذين يستخدمون التعليم التعاوني بتسهيل عملية الاتصال بين الطلاب من خلال تشجيعهم و إعطائهم التغذية المرتدة .8- وعندما يجرب المعلم مشكلات أو تحديات جديدة أو قديمة حول التعليم والتدريس . وعندما يفكر المعلم في استخدام التعلم التعاوني في الفصل فأن عدة اعتبارات قد تؤثر على اختيار طريقة تقديم التعلم التعاوني . | | |
| |
|
دمعة حزن
عدد الرسائل : 254 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/03/2011
| موضوع: رد: التعلم التعاوني الأحد أبريل 17, 2011 6:47 am | |
| | |
|